يُعد نحر الأضاحي من أهم سنن عيد الأضحى ومظاهره، وهناك من لم ينحروا أضاحيهم بعد صلاة العيد بأول أيام عيد الأضحى المبارك كبقية المضحين ، الذين بدأوا النحر في أول أيام العيد ، وهذا ما يطرح الاستفهام عن متى آخر وقت لـ نحر الأضحية ؟، حتى لا يضيع ثوابها .
ورد عن متى آخر وقت لـ نحر الأضحية ؟، بأنه آخر أيام التشريق، أي عند غروب شمس اليوم الموافق الثالث عشر من ذي الحجة، وهذا مذهب عدة من الصحابة والتابعين، وهو رأي الشافعية وقول للحنابلة واختيار ابن تيمية، ودليلهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن حبان عن جبير بن مطعم: «كل أيام التشريق نحر »، وعن على بن أبى طالب: «أيام النحر يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده»، والأفضل التعجيل بالنحر قبل غروب ثانى أيام التشريق، أي يوم الثاني عشر من ذى الحجة، للخروج من خلاف الجمهور.
توقيت الأضحية
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن وقت نحر الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد، وينتهي -عند الجمهور- عند مغيبِ شمس ثاني أيام التشريق -ثالث أيام العيد-، أما الشافعية فينتهي عند مغيبِ شمسِ ثالثِ أيامٍ التشريق -رابع أيام العيد-.
وأضاف “الأزهر” في إجابته عن سؤال : ( متى وقت الأضحية ؟) ، أن أفضل وقتٍ لنحر الأُضْحِيَّة هو اليوم الأول قبل زوال الشمس –أي قبل دخول وقت الظهر بقليل-، لما روي عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» أخرجه البخاري.
هل يجوز نحر الأضحية في الليل
هل يجوز نحر الأضحية في الليل ، فقد ورد أن النحر في النهار أفضل، ويجوز في الليل؛ لأن الأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي، ولذلك دخلت الليالي في الأيام في الذكر حيث كانت وقتا له كما كان النهار وقتا له، فكذلك تدخل في النحر فتكون وقتا له كالنهار، ولا يكره النحر في الليل؛ لأنه لا دليل على الكراهة، والكراهة حكم شرعي يفتقر إلى دليل.
الحكمة من نحر الأضحية
تطلق الأضحية في الشرع على: ما يُقدَّم في سبيل الله -تعالى- من بهائم في أيّام النَّحْر، وتكمُن الحكمة من نحر البهائم؛ وهو ما يُسمّى بـ(التذكية الشرعيّة) في أنّ الله -تعالى- أحلّ لعباده الطيّبات؛ إذ قال: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ»، وقال أيضًا: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ»، ويُشار إلى أنّ الله -تعالى- حرَّم الأنعام على عباده في بعض الحالات، كالميتة، والمُنخنقة، وغيرها؛ قال -عزّ وجلّ-: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ».
شروط نحر الأضحية
شروط نحر الأضحية ، وقد ورد في نصوص السُنة النبوية الشريفة، أن رسول الله قد أرشدنا إلى أمور ينبغي مراعاتها وهي شروط نحر الأضحية ، ومنها:
· نحر الأضحية استقبال القبلة بالأضحية عند نحرها.
· نحرها بآلة حادّة تمر على مكان النحر بسرعة وبقوة.
· أن يكون النحر في الإبل نحرًا بحيث يتم نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى فإن صعب على المضحي ذلك نحرها وهي باركة.
· أمّا غير الإبل فيتمّ نحرها وهي على جانبها الأيسر فإن صعب ذلك وكان النحر أيسر نحرها على جنبها الأيمن .
· ويسن للمضحي أن يضع رجله على رقبتها ليتحكم بها.
· أن يتمّ قطع الحلقوم والمريء ألا ترى الأضحية السكينة إلّا عند النحر.
· أن يُسمي ثم يكبر الله ويسأل الله قبولها.
شروط الأضحية
شروط الاضحية ورد فيها من شروط الأضحية في عيد الأضحى ، عدة أمور ينبغي مراعاتها في تلك الأضحية المذبوحة بالعيد الكبير، وهي:
1- أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم من ضأنها ومعزها.
2-أن تبلغ السن المحدد شرعًا بأن تكون جذعه من الضأن أو ثنية من غيره.
3-أن تكون خالية من العيوب التالية: «العور البيّن والعرج البيّن والمرض البيّن والهزال المزيل للمخ ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد».
4- أن تكون الأضحية ملك للمضحي وتصح تضحية الوكيل من مال موكله بعد طلب الأذن منه.
5- لا تصح الأضحية بالمرهون أن يتم التضحية بها في الوقت المحدّد في الشرع.